بحضور الوزيرة أمل الفلاح السغروشني.. جامعة مكناس تحتضن ندوة حول الذكاء الاصطناعي والتعليم العالي

وتندرج هذه الندوة في سياق يتسم بالتطور المتسارع لتقنيات الذكاء الاصطناعي على الصعيدين الوطني والدولي، وما يرافق ذلك من تحولات تمس منظومة التعليم العالي والبحث العلمي، سواء على مستوى جودة التكوين، أو آليات البحث والإنتاج العلمي، أو تعزيز الابتكار. كما تأتي في إطار الدينامية التي تعرفها جامعة مولاي إسماعيل، والرامية إلى مواكبة التحول الرقمي وتعزيز النقاش الأكاديمي حول القضايا ذات الطابع الاستراتيجي.

وخلال افتتاح أشغال الندوة، أشار رئيس جامعة مولاي إسماعيل إلى أن تنظيم هذا اللقاء العلمي يندرج ضمن انخراط الجامعة في النقاش الوطني حول التحول الرقمي، ومواكبة التطورات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، مبرزاً دوره في تطوير منظومة التعليم العالي والبحث العلمي، مع التأكيد على أهمية مراعاة الأبعاد الأخلاقية والقانونية المرتبطة باستعمال هذه التقنيات.

من جهتها، أبرزت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة أن الذكاء الاصطناعي يشكل أحد المحاور الأساسية للاستراتيجية الوطنية للانتقال الرقمي، مشيرة إلى أن تحديث الإدارة وتطوير التعليم العالي يقتضيان إدماجاً مسؤولا للتكنولوجيات الحديثة. كما توقفت عند الدور الذي تضطلع به الجامعة في إنتاج المعرفة، وتطوير البحث العلمي، وتكوين كفاءات قادرة على الابتكار.

وتطرقت مداخلات المشاركين إلى الفرص التي يتيحها الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة، من بينها تحسين الحكامة الجامعية، وتطوير أساليب التعليم والتقييم، ودعم البحث العلمي، إلى جانب التحديات المرتبطة بتأهيل الموارد البشرية، وحماية المعطيات الشخصية، وتكييف الإطار القانوني والتنظيمي مع التحولات الرقمية المتسارعة.

وشكلت الندوة فضاءً لتبادل الآراء بين مختلف الفاعلين، حيث تم التأكيد على أهمية اعتماد مقاربة تشاركية تجمع بين الجامعة والقطاعات الحكومية والقطاع الخاص، بما يسهم في إنجاح إدماج الذكاء الاصطناعي في منظومة التعليم العالي والبحث العلمي.

وفي ختام أشغالها، خلص المشاركون إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح واقعاً يفرض تحديات وفرصا جديدة، ما يستدعي مواصلة التفكير الجماعي حول سبل توظيفه بشكل مسؤول وأخلاقي، بما يخدم جودة التعليم العالي ويعزز البحث العلمي بالمغرب.